روائع مختارة | روضة الدعاة | أدب وثقافة وإبداع | لغتي.. الحبيبة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > أدب وثقافة وإبداع > لغتي.. الحبيبة


  لغتي.. الحبيبة
     عدد مرات المشاهدة: 2837        عدد مرات الإرسال: 0

 لغةُ العُرُوبَةِ مَنْ يُقَدِّرُ فَضْلَهَـا؟ *** عَلَمٌ يَرِفُّ على مدى الأزمانِ

وحَبَاهَا رَبُّ العـالميـنَ بحِفْظِهِ *** إذْ أنـزلَ القـرآنَ خيرَ بيانِ

ولِخَـاتَمِ الرُّسُلِ الكـرامِ محمدٍ *** سُنَنٌ تُفَصِّلُ مُجْمَلَ القـرآنِ

أَعْيَتْ فَصَاحَتُهُ بلاغـةَ قومِـهِ *** وتحـدَّى بالإعجازِ كلَّ لسانِ

دُكَّتْ عروشُ الظـالمينَ بِحُسْنِهِ *** وأَلانَ قلبًا قاسـيَ البُنْيـانِ

عَبَثَ النصارى واليهودُ بسفرِهِمْ *** وبمـا حَوَتْهُ يَدُبُّ كلّ بَنَانِ

لكـنّ ربّ العـالميـنَ بفَضْلِهِ *** حَفِظَ الكتابَ وسُنَّةَ العدنانِ

للهِ دَرُّ فصـاحةٍ نَطَقَـتْ بهـا *** شَفَةُ النبيّ وصَحْبِهِ الأَعيـانِ

للـهِ دَرُّ فصـاحةٍ وُلِدتْ بهـا *** خيـرُ العلومِ بخاتَمِ الأديانِ

نَحْوٌ، وتَرْجَمَةٌ، ونَظْمُ قَصَائِـدَ *** بمَلاحِمِ الإعرابِ في إتقـانِ

جَمَعُوا الحديثَ وفِقْهَنا بعنـايةٍ *** وكذاكَ كانَ مفسرو القرآنِ

وُضِعَتْ مَعَاجِمُنا وشادَ صُروحَها *** رجلٌ يفوقُ براعةَ الفرسانَ[1]

جَمَعَ المعانيَ حتى لا تضيـعَ إذا *** عَصَفَتْ بأُمَّتِنا قِوى العُدوانِ

رُفِعَتْ منـاراتُ البـلاغةِ عاليًا *** إذْ شادَها أُسْتاذُها الجُرجاني[2]

وبما تجودُ قرائحُ الشعراءِ كانْ.. *** علمُ العروضِ بأجملِ الألحانِ

يا لائمي في الشعرِ حَسْبُكَ لا تَلُمْ *** فالشعرُ بَلْسَمُ مِن جروحِ زماني

لا تُنصِتَنَّ لِمَـا يُقـالُ ويُدَّعَى *** في الغربِ من زيفٍ ومِن بُهْتانِ

قدْ كانوا في تيهِ الضلالةِ يَقْبَعونْ *** وبَلَغْنَا فـي العلياءِ كلّ عنانِ

حتى إذا حاقَتْ بأُمَّتِنا الخطوبْ *** دَهَمُوا حضارَتَنا مِن الأركانِ

قدْ حاولوا دَرْسًا[3] لِمَا نَطَقَتْ بِهِ *** أحفادُ يَعْرُبَ مِن بني قَحْطَانِ

قد صاروا هم مَن يَدَّعونَ تَحَضُّرا *** يَغْـزونَ أمَّتَنَا بكـل مكانِ

فاترُكْ أخي ما يدَّعـونَ وغَيَّهُمْ *** وانْهَـلْ مَعِينَ العلمِ والعِرفانِ

واثبتْ لهم أنّا امتدادُ حضـارةٍ *** لنْ نبكِ أمجـادًا لِعَهْدٍ فـانٍ

يا لائمي فيما مَدَحْتُ عُروبتي[4] *** دع عنك لومي، لن يَكِلَّ لساني

لو كنتُ مُنسوبًا لغير عُروبةٍ[5] *** لَمَدَحْتُها ولَزِدْتُ في الألحـانِ

لغةُ العروبةِ حُبُّها لثـلاثةٍ... *** نَسَـبُ النبيّ، ومَنْطِقُ القرآنِ

وإذا يشاءُ اللهُ في جنّاتِ خُلْد *** وبذاكَ وَصَّى مصطفى الرحمنِ

إنـي لأَعْشَقُهَا ويبقـي حُبُّها *** في قلبي مكنونًا مدى الأزمانِ

أُهدي لهُ ما قـد يجودُ بِخَطِّهِ *** قَلَمٌ مَحَبَّتـه بِطَـوعِ بَناني

 --------------------------------------------------------------------------------

[1] الخليل بن أحمد.

[2] من مؤسسي علم البلاغة العربية.

[3] درسًا: محوًا.

[4] أي لغتي العربية.

[5] عروبة الانتماء.

الكاتب: أحلام الحنفي

المصدر: موقع لها أون لاين